برغم أهمية التكنولوجيا في تحسين حياة الإنسان في شتى المجالات، فإنها مع الساعات تلعب دور الصديق والعدو في الوقت نفسه، فمع تواجد الساعة في الكثير من منتجات التكنولوجيا الحديثة، كالهاتف المحمول، والكومبيوتر، والتلفزيون، والمروحة والمكيف وغيرها، تراجعت الرغبة في اقتناء الساعات لتتحول إلى حلية أو قطعة مجوهرات تزين المعصم،.
يقول نشأت عبد الرءوف (49) عاما، رئيس حسابات بإحدى شركات البترول: «اعتدت دوما خلع الساعة من معصمي بمجرد دخولي العمل أو المنزل، حيث تشعرني بالتقييد. لكني كنت أضطر للنظر إليها من حين لآخر للتعرف على الوقت.
أما الآن، فقد تبدل الوضع وتضاءلت أهميتها بالنسبة لي، حيث يتوافر جهاز ميقاتي في السيارة، وفي جهاز الهاتف الجوال، والحاسب الآلي، وهو ما يجعل ارتداء الساعة مجرد عبء، وشيء لا ضرورة له».
وعلى العكس من ذلك تقول مها كامل (25) عاما، موظفة بإحدى المؤسسات الحكومية: «في بداية اقتنائي الهاتف الجوال، تراجع اهتمامي بالساعة، لكن بعد فترة عاودت الاهتمام بارتدائها حرصا على معرفة الوقت، باعتبار أن النظر إليها أيسر من إخراج جهاز الهاتف من فترة لأخرى من حقيبتي».
ومن باب العشق للساعات يطرح جمال عبد العزيز، وهو صحافي مخضرم بإحدى الصحف الخاصة، وجهة نظر أخرى، يقول: «من الخطأ أن نتصور أن التكنولوجيا أصبحت تشكل عنصر طرد للساعة من السوق، فعشق الإنسان للأشياء لا يرتبط بالتكنولوجيا وغيرها من وسائل التقدم الحديثة، بل يرتبط أولا وأخيرا بمدى ما تشكله هذه الأشياء والعناصر في ذاكرة ووجدان الإنسان.
وستظل الساعة من الأشياء الجميلة، بل الحميمة في هذه الذاكرة. ففي تراكماتها تحولت الساعة من مجرد أداة لمعرفة وضبط الوقت، إلى عالم خاص له رموزه وأدبياته، وطقوسه.
أيضا من الأشياء الجميلة أن تجدد الساعة نفسها وتتناسخ في كل هذا المنتجات التكنولوجية الحديثة، وهو ما يؤكد أنه لا بديل عنها، ومن ثم فالقول بانقراضها كلام فارغ»، أما رفيق ويليام بابيك، 36 عاما، صاحب محل «بابيك» العريق للساعات والذي أنشأه جده بابيك عام 1939، فحاول حسم هذا التباين، مشيرا في البداية إلى وجود اختلاف هائل بين الفترة التي أسس خلالها جده المحل والفترة الراهنة، يقول بابيك الحفيد: «آنذاك، كان عدد من يقتنون الساعات محدودا للغاية، ولم تكن صناعة الساعات منتشرة.
واقتصر ارتداؤها على أبناء الطبقات الراقية، والشريحة الأعلى من الطبقة الوسطى، وكان كل فرد يقتني ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير، أما الآن، فتبدل الوضع تماما وانتشرت الساعات وبات من المألوف أن يقتني فرد ما أكثر من عشر ساعات في آن واحد».
وأضاف بابيك: «فمثلا، خلال الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، كانت ساعة الجيب أكثر انتشارا، لكنها اختفت الآن وحلت محلها ساعة المعصم.
وحتى هذه ومع انتشار التقنيات الحديثة أصبحت، مجرد إكسسوار يحرص البعض على اقتنائها كي تتماشى مع الملبس أو طبيعة المناسبة التي يحضرونها».
وبسؤاله حول ما إذا كانت تلك التحولات إيجابية أم سلبية من وجهة نظره، أجاب: «إنها تحمل وجهين أحدهما إيجابي والآخر سلبي.
يرتبط الإيجابي بانتشار الساعات زهيدة السعر وبيع أعداد كبيرة منها، وبالتالي ازدهرت نشاطات صيانة الساعات وإصلاحها، بينما يتمثل الجانب السلبي في انحسار مبيعات الساعات القيمة مرتفعة التكلفة، ليس جراء الظروف الاقتصادية وإنما لانتشار الساعات المقلدة والرغبة في اقتناء أكثر من ساعة في آن واحد، خاصة من جانب السيدات».
وللتدليل على تراجع أهمية الساعة كجهاز ميقات وتحولها لقطعة إكسسوار، ذكر بابيك أن الكثير من السيدات ممن يرغبن في إصلاح ساعاتهن عندما يخبرهن أن إصلاحها قد يستغرق يومين أو ثلاثة، يطلبن استعادتها لحضور مناسبة معينة، ثم إعادتها للمحل لإصلاحها، مما يوحي بأن قيمة الساعة لا تتجاوز في نظرهن المظهر الخارجي لها.
ساعة «إيون» EON
ساعة فاخرة من فيرساتشي صنع إطارها الدائري، المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ والمطلي بالذهب الزهري، من مادة اللؤلؤ الأبيض مع الألماس على المؤشرات.
أما الدائرة الخارجية المتحركة فموجودة على جانب واحد مزينة بزخرفة «Clous de Paris» (مسامير باريسية)، ومن الجانب الآخر تم نقش علامة فرساتشي.
ويضفي السوار المصنوع من المعدن المطلي بالذهب الزهري لمسة رومانسية وأسلوبا أنيقا على الساعة، وهي متوافرة أيضا بنسخة فاخرة جدا مع مجموعة ماس مرصعة في الإطار وحزام من الساتان الناعم المصقول.
ساعة «ليدي أكرون» LADY ACRON
تتميز بعلبة دائرية مصقولة بالفولاذ المقاوم للصدأ أو بالذهب الزهري، وسوار من جلد التمساح مع قفل متحرك. هناك نسخة فاخرة مرصعة بالجواهر، مع رش حجارة ناعمة من الماس المتلألئ على الميناء. كوروم
هنا يبلغ قطر علبة الساعة 40 مم، وهي مقاومة لضغط الماء إلى عمق 50 م ومصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الذهب الوردي عيار 18 قيراطا رصع إطارها بـ 66 ألماسة ويطغى قشر الصدف البولينيزي الأسود على الميناء.
وتحته حركة أوتوماتيكية تحظى بشهادة COSC كرونومترية رسمية تضم 37 ياقوتة لها طاقة تشغيل احتياطية لمدة 42 ساعة.
أما عن السوار فتأتي ساعات العلبة الذهبية بسوار من جلد التمساح الأسود، بينما تأتي ساعات العلبة الفولاذية بسوار من المطاط القوي.