حلول فصل الصيف بشمسه ونهاره الطويل وتفتح وروده ومناسباته الاجتماعية اللذيذة، يعني في لغة الجمال ماكياج بلون الورود والكريمات ذات التركيبات الخفيفة التي تتجانس مع البشرة بحيث تذوب فيها عوض أن تخفيها تحت قناع سميك.
وفي لغة الموضة انتهاء فصل كئيب من الألوان القاتمة والأقمشة السميكة والتصميمات المحددة على الجسم التي تستهدف حمايته من قرص البرد، والاستعاضة عنها بملابس من حرير أو كتان منسابة على الجسم حتى تمنحه الانتعاش الذي يحتاجه.
والنتيجة تكون دائما أزياء وإكسسوارات مفتوحة على الشمس وألوان البحر من دون أن تتنازل عن أناقتها وترفها.
واللافت أن هذه الترجمة، أو عشق الورد والأزهار، لم تعد تقتصر على الأزياء فحسب، ولا حتى الإكسسوارات الجلدية، بل وصلت إلى المجوهرات، التي باتت الورود بكل أنواعها وألوانها سمتها الغالبة، وأجمل دليل على هذا الترف الوردي ما تطرحه دار «شانيل» من أزياء وإكسسوارات ومجوهرات.
فهذه الدار التي تثير بداخل كل أنيقة رغبة محمومة للانتماء إليها، ولو بقطعة واحدة، سواء كانت حقيبتها المبطنة الشهيرة، أو تايور من التويد، أو فستانا ناعما، أو صفا من اللؤلؤ، وإذا سمحت الإمكانيات طقما من الماس يكون صديقها للأبد.
فموضة «شانيل» لا تموت ولا يعلوها الغبار مهما جاءت من صرعات وابتكارات، بدورها، لا تتوقف الدار على إغرائنا بزهرتها الشهيرة الكاميليا، وتلعب على ضعفنا تجاهها في كل موسم.
هذا ما تعرفه أي امرأة، وإن كان الرجل لا يفهم هذا الهوس أو العشق، إذا كان الأمر كذلك، فإن نظرة واحدة إلى هذه الصور تجيب على أي سؤال يمكن أن يخطر بباله، فهو حتما سيفهم المرأة ويقدر ضعفها.
حتى سيدة الشانزيليزيه كارلا ساركوزي، المعروفة بوفائها لدار «ديور» لم تستطع مقاومة السحر مؤخرا، وظهرت بحقيبة من مجموعة الدار لهذا الموسم، خلال زيارتها لستراسبورغ مع ميشال أوباما، زوجة الرئيس الأميركي.
وليس ببعيد أن نراها قريبا في هذا الصندل الرائع، لأنه يتميز بكل العناصر التي تليق بها وتناسبها، فهو من دون كعب، وهو الأمر الذي تحرص عليه في المناسبات الكبيرة حتى لا يطغى طولها على طول زوجها الرئيس نيكولا.
كما أنه لن يبدو نشازا في هذه المناسبات، لأنه صمم خصيصا لها، مع العلم أن دار «شانيل» قد تكون من الأوائل التي طرحت أحذية وصنادل من دون كعوب لأكبر وأفخم المناسبات خلال عروضها للهوت كوتير منذ بضعة مواسم، ونجحت في ذلك.
وطبعا لا يمكن الحديث عن الورود والأزهار من دون تحديد أن «شانيل» وزهرة الكاميليا وجهان لعملة واحدة. فهذه الزهرة، التي تتكرر في الكثير من القطع والإكسسوارات، تعتبر بمثابة علامة الدار، حيث كانت الآنسة كوكو، المؤسسة، تعلقها على الجاكيت كما تعطر بها بيتها، ويقال إنها كانت تتفاءل بها وتخاف من الفشل إذا لم تكن حاضرة في عروضها.
جاء خليفتها، كارل لاغرفيلد ولم يستغن عنها، وكأنه هو الآخر يتفاءل بها، أو على الأقل بجمالها، بدليل أنه لا يزال يطرحها أحيانا من خلال بروشات، وأحيانا أخرى من خلال موتيفات صغيرة متناثرة هنا وهناك، تغذي رغبة اقتناء الاسم بالنسبة للصغيرات.
أما بالنسبة للمجوهرات الراقية، فالكاميليا موجودة أيضا بالماس والأحجار الكريمة، الأمر الذي يجعلها مزيجا مثيرا من الأناقة العصرية والاستثمار الأبدي.
فهي من جهة تحمل علامة الدار التي لا تخفى على العين، وهذا أمر ترغب فيه أي واحدة تفتخر بعضويتها لنادي «شانيل»، ومن جهة ثانية مصنوعة من الماس والأحجار الكريمة، وهذا يعني أنها استثمار لمدى الحياة تماما مثل حقيبتها المبطنة.