صحيح أنها تقاعدت، وصحيح أيضا أن تأثيرات السهر والحياة الصاخبة التي طبعت حياتها، تبدو واضحة على ملامحها على الرغم من أنها في عز الشباب ولم تتعد الثلاثينات من العمر، لكن ما لا ينكره أحد أن العارضة البريطانية، كايت موس، لا تزال مؤثرة على ساحة الموضة، ومغناطيس عندما يتعلق الأمر بالباراتزي الذين يعرفون أن صورها تبيع المجلات.
وليس أدل من أنها خلال عروض باريس الأخيرة، وعندما دخلت عرض أزياء دار «شانيل» سرقت الأضواء من باقي النجمات، بدءا من زميلتها السابقة كلوديا شيفر إلى المغنية الشابة ليلي آلن أو النجمة الصاعدة فريدا بينتو.
نفس الأمر تكرر في حفل متحف المتروبوليتان السنوي الأخير، حيث نجحت مرة أخرى في جذب الأضواء بزيها الذهبي الذي نسقته بعمامة رائعة.
منافستها الوحيدة في سرقة الأنظار وانتزاع الإعجاب هي الخمسينية مادونا، وقد يكون سبب الجذب هو نفسه: العمامة التي تبدو على شكل «باندانا» التي لفت بها شعرها إلى أعلى.
وهذا يؤكد أن إكسسوارات الشعر أصبحت مثيرة ومهمة على حد سواء، مثلها مثل أي إكسسوار آخر، لا سيما أنه أكثر وضوحا ودرامية. ما تعرفه أية متابعة للموضة أن العمامة ظهرت منذ مواسم عدة، لكنها لم تنجح في حفر مكانة قوية لها في ساحة الموضة، وهو الأمر الذي قد يتغير في الصيف القادم لأن كايت موس أعطتنا فكرة عن كيفية ارتدائها بأناقة.
هذا ببساطة هو تأثير هذه العارضة المثيرة للجدل، التي لا يستغنى عنها المصممون عندما يرغبون في إطلاق جديدهم.
فعلى يدها تتحول حتى الصرعات المجنونة إلى موضة معقولة تقبل عليها الشابات.
العمامة التي ظهرت بها تستحضر مظهر نجمات هوليوود في عصر السينما الذهبي، مثل ريتا هيوارث جون راسل، غريس كيلي، إليزابيث تايلور، وغيرهن، مما يصبغ عليها مظهرا كلاسيكيا مقبولا، على العكس من تلك التي طرحها أنطونيو ماراس، مصمم دار كنزو، منذ حوالي ثلاثة مواسم، واستقاها من العمامة الأفريقية بألوانها الصارخة وبعقدتها الكبيرة من الأمام.
ميوتشا برادا، أيضا كان لها جولة من خلال عمامات بأقمشة من الساتان اللماع وبألوان صارخة جاءت مزيجا بين بيئة أفريقيا وعصر هوليوود الذهبي، زينت بعضها ببروشات للمساء والسهرة، ظهرت بها بعض متابعات الموضة بعد ان استحملتها في حملاتها الإعلانية، لكنها سرعان ما توارت إلى الوراء.
كان ذلك منذ بضعة مواسم فقط، لكن هذا يُعد في قاموس الموضة وكأن قرنا من الزمان مضى عليه، نظرا للتغيرات السريعة التي يشهدها عالم الموضة.
إذا كنت ممن أثارهن مظهرها على رأس كايت موس، فإن المصمم رالف لوران، طرحها لهذا الصيف بأشكال لافتة تنقلنا إلى أجواء أفريقيا وقبائل الطوارق بلفتها المعقدة نوعا ما، التي قد تحتاج إلى شجاعة ودراية لتبنيها وإتقانها، لكن يمكن تطويعها للأيام العادية.
وتأكدي أنك إذا تعاملت معها بذكاء على طريقة كايت موس، فهي لا تضفي الأناقة والجاذبية فحسب على صاحبتها، بل يمكن القول إنها أيضا جد عملية في الصيف بالذات، عندما ترتفع درجات الرطوبة والحرارة وينفش الشعر نفسه في كل الاتجاهات بالنسبة لذوات الشعر المجعد.
كما أنها يمكن أن تكون وسيلة أنيقة لحماية الشعر من أشعة الشمس إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشعر أيضا يتأثر بالأشعة فوق البنفسجية ويمكن أن تتضرر أطرافه وتتقصف.
الطريقة المثالية لاستعمالها في النهار، هي مع تسريحة بسيطة تظهر منها خصلات قليلة من الغرة. ولأنك لن تعتمدين هنا على شعرك، نصف جمالك كما يقال، للتألق فإنك بحاجة إلى التركيز على كل مكامن جمال وجهك وإبرازها بمكياج هادئ لكن دقيق.
ـ للنهار، وللحصول على مظهر نجمات هوليوود، عليك بنظارات شمسية كبيرة الحجم حتى تكتمل إطلالتك، أما للمساء فاختاريها بقماش لماع مثل كايت موس، أو بإضافة بروش مرصع بشرط ان يكون مبتكرا، وإلا فإنه قد يبدو كلاسيكيا إلى حد الملل والرتابة ويزيد سنوات على عمرك، وبذلك تضلين الطريق من كايت موس إلى إليزابيث تايلور.