في الوقت الذي تتجاوب فيه أصداء كلمات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول النقاب، استضاف فندق «جورج الخامس» في باريس عرضا لآخر صيحات العباءات السوداء، ولكن هذه المرة لم يكن من تصميم مصممين عرب وخليجيين، بل بتوقيعات مصممين عالميين أمثال غاليانو ونينا ريتشي وكارولينا هيريرا.
ويصف تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية العرض بأنه «آسر»، ونقل عن صاحبة الفكرة دانيا ترحيني، المديرة العامة لمحلات «ساكس فيفث افينيو» في المملكة العربية السعودية قولها: «لاحظت أن النساء يرتدين ملابس موقعة من كبار مصممي الأزياء، غير أن عليهن إخفاءها تحت العباءة».
من هنا أتت الفكرة لهذه اللبنانية بأن تطلب من عشرين مصمم أزياء ابتكار عباءات «يرتدينها النساء بفرح، وليس فقط لأنهن مضطرات إلى ذلك».
عرضت هذه المجموعة في فندق «جورج الخامس» في باريس هذا الأسبوع، على خلفية الجدل الدار حول البرقع في فرنسا.
رسم المصمم جون غاليانو شال الفارسة البراق المطرز بالستراس، فيما وقع العباءات الأخرى مصممون مثل آدم جونز وكارولينا هيريرا وجيل ساندر فضلا عن مارتن غرانت ولوريس ازاريو ونينا ريتشي إلى أسماء كبيرة أخرى في عالم الموضة.
زاوجت بعض قطع هذه المجموعة المرصعة بالأحجار الكريمة أو البراقة أو المزينة بورود جلدية، بين التقليد والفخامة والأناقة.
وتأمل ترحيني في بيع مجموعة من العباءات للمصممين أنفسهم بحلول شهر سبتمبر في محلات «ساكس» في السعودية.
في البدء لم يسلم مصممو الأزياء بالأمر، إذ قالت ترحيني التي عملت سبع سنوات على هذا المشروع إنهم «لم يكونوا متحمسين» بداية.
وتابعت: «شرحت لهم أن الهدف يكمن في الربط بين الموضة والثقافة، وأن النساء اللاتي يرتدين ثوب سهرة موقعا باسمهم سيرتدين عباءاتهم أيضا».
وعن تجربتها، تقول آن ـ فاليري هاش المصممة الفرنسية «انتابنا شعور بالخوف بداية»، وأشارت إلى أنه «كان علينا إيجاد توازن بين التقليد والابتكار»، وصممت الفرنسية الشابة عباءة «ناعمة ورومانسية» أهدابها حريرية.
ويرى المصمم البرتغالي فيليبي أوليفيرا باتيستا أن إضفاء «القليل من التصميم» على لباس «لديه رمزية محددة» أمر «مثير للاهتمام».
أما مارتين سيتبون، مصممة ماركة «رو دو ميل» الفرنسية، فقد أحبت «فكرة تزيين لباس بطريقة مميزة يثير الرغبة في ارتدائه، بعيدا عن المفهوم الديني والسياسي».
من جهته، رأى الفرنسي برونو فريزوني المشاركة في هذا المشروع، ما «يساهم في منح (النساء) حرية أكبر، لأني آت من عالم مختلف».