انتظرت كثيرا لتاتى هذه الليله
كل يوم انظر نفس النظره على شرفه غرفتى
اذهب لباب الشرفه واحدق عاليا لاراه لكنه لم ياتى اليوم
انتظرته غدا وايضا لم ياتى
كل ليله الى ان ياتى
وها قد اتى
قمرى
الليله عندما رحلت الشمس وفرش الليل ردائه فى السماء
كنت متجهه لغرفتى وكانت مظلمه وقتها
فى طريقى للغرفه شاهدته
شاهدت ظلا منيرا ينعكمان وكمان على زجاج الشرفه
ابتسمت وشعرت ان هناك ما يجذبنى للشرفه
اتجهت اليها ونظرت نظره متأهبه وتائهه كنت ابحث فى جميع الاتجاهات
حتى اراه
فتحت الباب وخرجت لأراه وقفت انظر اليه وابتسم وكاننى احدثه
واطلب منه ان ينتظرنى حتى آتى
ذهبت واعددت كوبا من القهوه وادرت اغانى فيروز المفضله لدى
ثم خرجت مره اخرى وبيدى كوب القهوة
وهذه المره اعلم انه ينتظرنى لاحكى له وربما لاصمت ويرانى هو فقط
وانا احدق به بصمت
بدأت فى تناول قهوتى وكان الهواء رائع
جعلنى اتطاير وكم احسست بالراحه عندما كانت نسمات الهواء
تلامس وجهى
فهذا هو الجو الذى تمنيته ...هذا هو ما انتظرته طويلا
نفس المحيط بهوائه الذى اشعر فيه بان كل نسمه من هذه النسمات
كانها تحتضنى لتشعرنى بالامان والراحه
بالقمر وهو ينير ظلامى الدامس وليلى الحزين
بفنجان القهوة الساخن فى يدى ...وفى الخلفيه تدور كلمات محببه الى سمعى
كان كل شيئ فى هذه الليله يوحى لى بالراحه
فى هذه الليله لم يكن لدى ما اسرده او ما اخرجه من قلبى
فقط كنت فى حاله رهيبه من الصمت استمع وانظر للقمر
لكننى فجأه لم اسمع الكلمات لم انتبه لها
فقد لاحظت شيئا غريبا شيئا ذاد صمتى واشعل حيرتى
كنت محدقه للقمر .. كعادتى دائما أراه وجه انسان
كنت اعرف اننى ربما متوهمه لكنى حقا ارى عينين وفم وانف
اليوم رايت فى تلك العيون حزن .. رأيت قمرى حزين
نعم كان حقا حزينا ... حتى ضوئه لم يكن لامعا
وقفت اتسأل بداخلى لماذا انت حزين؟
تساؤلات كثيره وافكار دارت فى عقلى .. ولم اصل منها لاى اجابه لسؤالى
تمنيت ان يتحدث القمر لاعرف ما به
وقفت كثيرا انظر فى تلك العينين التى اراهم محدقه اتحدث بعيونى
احاول ان اجد شيئ يريحنى
لكن دون جدوى !
فضلت ان اذهب لغرفتى وافكر
هل انت يا قمرى حزين من كثره الوجوه الحزينه التى تنظر اليك
هل نحن من ارهقك ام انك تشفق على حالنا؟
كيف يكون حزين؟؟؟
فهو دائما البيت الذى نرتمى به لنصفى اذهاننا ونريح عقولنا
هو نعمه من نعم الله علينا ... هو دليل على قدره الله
مع كل نظره منا اليه نعلم ونتيقن ان جميع همومنا واحزاننا لها حل
ما دام القادر الخالق معنا
دائما عندما تضيق بى اتأمل قدره خالقى لاعلم ان قدره الله
تشملنا جميعا وان كل شيئ بميعاد
************
خرجت مره اخرى وهذه المره كنت مصممه ان اصل لجواب
اخذت افكر واتأمله
ادركت شيئا عجيبا جعلنى اعرف الحقيقه
ادركت ان ملامحه الحزينه تشبهنى .. هذا الحزن الذى ارتسم فى ضوئه
هذه العيون التى اكتست بالحزن
نعم انه انا .. انا من رايت الحزن فيه
استرجعت كل جلساتى السابقه مع القمر ..
ادركت اننى الجأ اليه دائما وفى قلبى حزن
احدثه وكانه رفيق يسمعنى
نعم فهو ليس لديه عيون .. اعلم انه نجم معتم
لكن نحن من نتخيله شخص يقف امامنا
رايت له عيون ..لاننى كنت احتاج لعيون ترى ما بقلبى دون ان انطق
الحقيقه اننى اشعر براحه بالغه عندما اكون فى هذا المحيط
لانه محيط يلائمنى انا من رسم صوره لرفيق
على وجه القمر لاحدثه كرفيق حقيقى يسمعنى وربما ينصحنى
ادركت فى نهايه ليلتى هذه
ان جميعنا ممن يقضون اوقاتا ينظرون لهذا القمر
كل فرد منا يلجأ اليه لانه يرى فيه شخص اراد تواجده فى حياته
من رآه صديق .. رفيق ... حبيب ... أم ... أب... وربما من رآى فيه نفسه التى فقدها فى واقعه
جميعنا نتأمله بنفس الطريقه مع اختلاف الشخص الذى نرسمه
كأمل منا ان ياتى اليوم الذى نجد فيه هذا الشخص
اعتذر منك ايها القمر
اعتذر منك ايها الرفيق ... نعم فانت رفيقى الحقيقى وصديقتى التى تمنيتها
ونفس صادقه لم اجدها فى محيطى فبحثت عنها فى خيالى
اعتذر رفيقى لهذه الاحزان التى القيتها على عاتقك
اعتذر رفيقى ان كنت ارهقتك ..لكنك حقا
رفيقى الذى احتجت تواجده